قبل ستة أعوام فاجأني طبيب البنج وهو يشك إبرة في ظهري بسؤال: هل قيل لك يوماً أنك تشبه جيف بيزوس؟ «أوّل مرة أسمع مثل هذا الكلام» جاوبت، قبل أن تتلاشى حواسي في غرفة العمليات. بعد أيام وجدتني أبحث عن السيد بيزوس، مؤسس أمازون، الرجل الذي لم يكن بحوزته في منتصف التسعينات أكثر من 100 ألف دولار لكنه أقنع 60 متمولاً بالانضمام إلى مشروعه لبيع الكتب عبر الإنترنت، على أن يستثمر الواحد منهم بـ 50 الف دولار فقط ولدى «غوغل» بقية الحكاية. فكرت سنتئذٍ بإرسال صورتي إلى جيف، وطلب موعد لأخذ صورة معه. لا شيء أكثر من صورة، كتلك التي جمعت مؤخراً بائع الشاي الهندي دوللي باتيل بالملياردير بيل غايتس. لم يكن لدى باتيل أي فكرة عن هوية «الأجنبي» الذي وقف بجانبه طوال عملية صنع الشاي، حتى شارك غيتس مقطع الفيديو الخاص به على وسائل التواصل الاجتماعي في اليوم التالي. باتيل ملك الشاي لمَ لمْ أكن ملك الليموناضة في مكاتب أمازون ذات يوم.
بعد ثلاثة عقود على انطلاقته الضعيفة مع أمازون يتربع بيزوس اليوم على 200 مليار دولار وبعد ثلاثة عقود على انطلاقة مهنية صاروخية يتربع شبيهه على «خازوق».
جيف، وأيلون ماسك وبرنارد أرنولد ومارك زوكربرغ يتسابقون منذ سنوات على لقب أغنى رجل في العالم. واحدهم يخسر 23 ملياراً والآخر يكسب 31 ملياراً ولا شيء يمحو البسمة عن وجوههم.
بين أغنى عشرة رجال في العالم تسعة أميركيين. وبين أشهر عشرة ديكتاتوريين في العالم تسعة آسيويين.
فلنبق في عالم الثروات المهولة. في إصدار حديث لمجلة فوربس برز اسم الأخوين ناصف ونجيب ساويروس بين العشرة الأُوَل في العالم العربي على لائحة «المليارديرات» وإن تمايزت قائمة «بلومبرغ « بعض الشيء عن قائمة «فوربس» فليس هناك ما يدعو للهلع. ناصف «بيحوى» 7 مليارات ونصفاً مع أنها كانت «مدقرة» معه السنة الماضية أما شقيقه نجيب فثروته دون الأربعة مليارات دولار. النجيب بالنجيب يذكر. 2.8 مليار ثروة نجيب ميقاتي بحسب آخر نسخة من «فوربس» ذات الصدقية العالية و2.8 ثروة أخيه طه. مثلما أزاح جيف بيزوس برنارد أرنولد عن الصدارة العالمية، أملي وأمل حركة أمل وأمل الشعوب المستضعفة والكادحة في أحياء التنك أن يطيح الأخوان ميقاتي بالأخوين ساويروس في أقرب فرصة وأن يبعدا يوسف منصور وأخيه عن صدارة الهدّافين.
بعد الجولة في عوالم المليادرات ساءلت نفسي: تُرى لو أخذت صورة قبل سنوات متوسطاً الأخوين ميقاتي ونشرها «دولته»على حسابه ألم يكن حسابي اليوم أفضل؟
المصدر: نداء الوطن